أيها الأحبة،
نتشارك معكم في بعض كلمات حول الأسلوب في الخطاب ونسأل.
اذا جلس عالم الدين الى المنبر، فبأي أسلوب يخاطب الناس:
– القائم والمتعارف عليه هو مبدأ الدين محبة وهو السائد خارج الإسلام فلا تكلم الناس الا بالعموميات ولا تدخل بالتفاصيل. ولقد انتقل هذا الأسلوب الى المسلمين حتى بات معتمداً عند معظم الخطباء المسلمين. فتجد كيف أنهم يتكلمون بدبلوماسية عالية فلا يقاربون هم الناس كي لا يثوروا ولا يذكرون فساد الزعماء كي لا يغضبوا عليهم وكذلك فهم يمتطون أمواج الجو العام فيكونون في آخر كل ركب بدل أن يكونوا القادة. ولا تجد من هؤلاء الا المواقف الضبابية في ظل انكفائهم عن ابداء أي رأي يعتمد في نظم الأمر.
– الأسلوب الآخر هو الذي ينطلق من وقائع محددة في المجتمع والعقيدة لها تأثيرها على المجتمع والوعي والناس، فيردها العالم إلى العلم والمنطق والكتاب ليخرج بحكم يحمل الصواب والخطأ ويخرج بعدها الى الناس ليعرضها عليهم وليحاكي عقولهم مما يسهم في النقاش والحوار حتى يؤدي إلى رأي عام واعٍ وموقف جامع يغير واقع الناس نحو الأفضل.
للأسف فإن من يعتمد الأسلوب العلمي الذي يساهم في التغيير بات يُهمش ويحارب ويُخرج من دائرة الإعلام والكلام ويُتهم بكل المساوئ ويعاب عليه أسلوبه الذي ليس الا حقائق ومصارحة.
أما النتيجة الفعلية لإنكفاء العلماء وإسكات أهل الجرأة منهم تكمن في المزيد من التخدير لهذه الأمة التي ابتعدت عن أهدافها وغرقت في الجهل والتخلف حتى باتت تخاف من الوعي على مصالحها المادية الضيقة.
ودمنا وإياكم على وعي
إدارة موقع سماحة العلّامة الشيخ ياسر عودة