حين يعيش الإنسان في بلد سماؤه ملبدة بالغيوم السوداء لسنوات وسنوات، فيعاني من الجور والظلم والجهل والتشدد، ثم في خضم هذا المجون الممنهج يلمح من بعيد شعاع نور يضيء وهو يعلم يقينا أنه إذا ما أيده و ناصره سيخرج ومن معه من غياهب العتمة إلى مباهج الأنوار والعلم، فإن من الطبيعي جدا أن يدافع عنه وأن يناصره، لا لشخصه وإنما لما يمثل من دعوة حق في زمن الأصوات الشاذة..
ومن هنا كان كلامنا اليوم عن الشيخ ياسر عودي عضو الهيئة الشرعية في مؤسسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، وكلامنا ليس دفاعاً ولا انحيازاً ولا مدحاً… وإنما إقرارا بحقيقة واقعة وثابتة.
فالشيخ عودي ومنذ سنوات يسير في طريق محاربة الخرافات والبدع من خلال خطاب إسلامي واع ومميّز وعالم، يوضح فيه جمال وعدالة الحق ويكشف زيف الادعاءات ويواجه بقوة الإيمان والدليل والبرهان صروحا بناها الآخرون بحجارة التخلف والتعصب المقيت.
وليس هذا بمستغرب عنه… فهو – ولا نزكي على الله أحدا- من الأوفياء المخلصين لمنهج المرجع الكبير العلامة السيد محمد حسنين فضل الله الذي كان دوما يقول (لا بد أن نخرج من كل هذا الإسترخاء اللاهي العابث الذي يكون كل همه أن يعطي الكلمات الجامدة الباردة وأن يعطي الحماس والإنفعال اللاهب المبعد للإنسان عن رؤية الواقع، بل علينا أن نعيش توازن الوعي والفهم والحركة..).
ولكن… ولأننا في زمن «العبثية» التي أدمنها المجتمع وفي عصر التخلف الذي رضع منه الكثيرون فخرجوا مخلصين له وارثين لمميزاته وعطاياه(؟!) فقد أنكر الواقع أن يكون في بلادنا صوت إسلامي إنساني معتدل وواع يريد الوحدة لا الفرقة وينادي بالعلم لا بالجهل، فأطلقت سهام الاتهامات والشتائم بحق الشيخ ياسرعودي وبدأت المدافع ترمي عليه قذائفها الظالمة طمعاً في إسكاته أو على الأقل تغيير مسار ومنهج الدعوة التي تربى عليها..؟!
تعرضوا لشخصه ولعرضه ولكرامته .. فتحمّل…
سفـّهوا علمه واستبدلوا النقد بالتجريح والشتائم .. فتحمّل..
حاولوا تشويه صورته الإنسانية والعلمية.. فتحمّل..
ولكن يبدو أن الأمر تجاوز كل ما ذكرناه حتى وصل الشيخ إلى مرحلة الخروج عن صمته معلناً كفره بحاضر الأمة المتخلف وشاكياً غربته عن أمته إلى الله.
فهل تستكثرون علينا – يا أياً من كنتم- أن يكون بيننا رجل يدعو للوحدة وللتآلف وللعلم..؟!
وهل تحاربون رجلاً كل ذنبه أنه يواجه الحجة بالحجة، والدليل بالدليل، والفكر بالفكر فيرفض خطاب التكفير والتخوين..؟!
وهل وصلنا فعلاً إلى مرحلة إعلان حالة الحرب على العقل والفكر والعلم المستنير..؟!
لا أيها السادة…
الشيخ ياسر عودي بفكره وعقله وعلمه ومنهجه سيبقى في قلوب المسلمين (سنة وشيعة) بل عند اللبنانيين جميعا … في أعمق وجدانهم، وستبقى كلمته لأنها حقّ تتردد على الألسنة وتطبق في الأفعال مهما حاول البعض «شيطنة» صورته أو «أبلسة» كلامه..
أما أنت أيها «المجاهد» ياسر عودي ..
فسر ولا تبالي… وأكمل ولا تفتر… فأنت كما عرفناك دوما ..
رجل – وصدقني- الرجال في زماننا قليل..؟!؟
الوسومبيانات ومواقف
شاهد أيضاً
مصيبتنا هي في أتباعٍ هم أشد فساداً من زعمائهم
أتباعهم أشد فساداً إدارة #الموقع_الألكتروني (رابط الموقع: YasserAwde.com) لسماحة العلّامة #المحقق #الشيخ_ياسر_عودة – إضغط على …