يقول السيد :
هناك تخطيط في كلِّ الواقع المستكبر، وعلى كلِّ المستويات، من أجل تشويه صورة كلّ ناطق بالحقّ، وكلّ عاملٍ في سبيل الحريَّة والعدالة، وتلك هي ضريبة الخطِّ الثّابت الأصيل الَّذي يحاول أن يقود النّاس إلى الهدى وإلى الصِّراط المستقيم؛ تلك هي الضَّريبة الّتي يدفعها العاملون بصدق.
ومن الطَّبيعيّ جدّاً أن يقتدي العاملون المجاهدون برسول الله الَّذي قيل فيه الكثير، فهذا ليس شيئاً جديداً.. لقد كانت الأجهزة القرشيَّة تعمل بكلّ طاقاتها لتشوّه صورة رسول الله في نفوس النّاس، حتى إذا شوَّهت صورته في نفوسهم ابتعدوا عنه.. فقد قالوا عنه كاذب، وساحر، وشاعر.. ولم يكتفوا بذلك، لأنهم عرفوا أنَّ الحيلة لن تنطلي على النّاس، فقالوا إنّه مجنون، وقالوا إنما يعلِّمه بشر، وقالوا الكثير حتى يبعدوا رسول الله عن النّاس.. وتقدَّم رسول الله، ورأيت النّاس يدخلون في دين الله أفواجاً.
لهذا، على كلِّ الَّذين يعملون للإسلام وللخير أن لا يتعقَّدوا من الكلمات، وأن لا تهزمهم الكلمات، إنَّ كلَّ الكلمات الّتي تتحرَّك بالسّباب سوف تذهب في الهواء، وإنّ اللّعنة إذا خرجت من صاحبها تردَّدت، فإن رأت مساغاً، وإلا عادت إلى صاحبها.. علينا أن نعيش مسؤوليَّة الكلمة الّتي نقولها والّتي نسمعها، وهذه الحقيقة هي جزء من الإيمان؛ أن تكون الإنسان المتثبِّت مما تسمع، ولا تكون مثل بعض النّاس الّذي إذا حدَّثه أحد ما عن فريقه صدّقه، وإذا حدَّثه عن غيره رفضه.. إنَّ الحقَّ ليس فيه حزبيّة.. فإذا سمعت الإذاعة وشاهدت التّلفزيون، فاعرف مَن الَّذي يبثُّ الأخبار فيهما، فالحقّ أن تقول رأيت، والباطل أن تقول
سمعت.
المرجع السيد محمد حسين فضل الله