بعض ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي يصيبنا بالغثيان أو يثير فينا الرغبة للتقيؤ، خصوصاً إذا تجاوز كل حدود النباهة وتعقّر في الإسفاف، وتسافل إلى الحدّ الأقصى من الغوغائية والبلاهة..
منذ فترة وجيزة أطل سماحة الشيخ الشجاع ياسر عودة من على منبر إحدى المناطق المحرومة إذا لم تكن من أكثرها حرماناً وإهمالاً وتهميشا، وأطلق صرخة مدويّة هي تعبير عما يجول في نفوس اللبنانيين ويحاكي أوجاعهم ومشاكلهم اليومية، ويحذرهم من التمادي في التبعية والانقياد الأعمى كالقطيع المساق إلى الذبح ..
صرخة الشيخ ياسر عودة لا يختلف على أحقيتها من يعاني ويعاين الحال في لبنان، ولا يعترض عليها إلا الرعاع عبدة الزعماء أو المخدرون الواهمون، أو المستفيدون الوصوليون، أو الحاقدون الحاسدون..
منشور سخيف استوقفني هذا الصبح لأحد المعممين قام بنشره مُستحمر بفتح الميم الثانية وكسرها . وفي هذا المقطع يشّن المعمم هجوماً على الشيخ ياسر بتهمة التعرض للسيدة الزهراء عليها السلام وأم البنين والخ ..
ويتضح أن هذا المنشور هو مادة لمحاربة الشيخ ياسر عودة وتكفيره وإخراجه عن حدود الملّة في توقيت مدروس من قبل من تزعجهم كلمة الحق أو تقلقهم نداءات الوعي، ليبقى الشعب في الحظيرة يؤدي طقوس الطاعة والاستعباد لزعمائه وأولياء أمره .
في الوقت الذي يتكلم فيه الشيخ الشجاع عن لصوص الحكم ومكائدهم والضرائب التي يريدون فرضها مجدداً على الفقراء، يطل علينا معمم يمتهن الإبكاء والناشر لمقطعه إمعة بخطاب داعشي تكفيري وبكلمات نابية ويريد أن يستعيد فدك من قبضة الشيخ ياسر عودة ويعيدها للسيدة الزهراء (ع) ..
للأسف الشديد أن نرى شيخاً وحيداً جريئاً يصرخ بأعلى الصوت في مواجهة الظلم والظالمين، بينما نجد قطيعاً من المعممين في خدمة السلطة والسلطان، أو حفاري القبور التاريخية، أو بائعي الأمتار بالجنة، أو المنظرين لتحرير العالم على ضوء شمعة أو لمبة اشتراك ..
الأولى بمن يلقون المواعظ على الناس أن ينحازوا إلى صفوف المقهورين والمستضعفين وإلا فليستقيلوا لأن البطون الغرثى لا تشبعها المواعظ والأكباد الحرّة لا ترويها الأقاصيص والأحلام..
كتبها مراقب