قال الصادق (ع): «احذروا على شبابكم الغُلاةَ لا يُفْسِدُونَهُم، فإنَّ الغُلاةَ شرُّ خَلْقِ اللهِ، يُصَغِّرُونَ عَظَمَةَ اللهِ، وَيَدَّعُونَ الرُّبُوبِيَّةَ لِعِبَادِ اللهِ، وَاللهِ إنَّ الغلاةَ شَرٌّ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارى وَالمجُوسِ وَالذِينَ أشْرَكُوا. ثم قال عليه السلام: إلينا يرجع الغالي فلا نقبله، وبِنَا يلحقُ المقصِّر فنقبله. فقيل له كيف ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: لأن الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاة والصيام والحج، فلا يقدر على ترك عادته، وعلى الرجوع إلى طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ أبداً، وإن المقصِّرَ إذا عرف عمل وأطاع.».
وعن الامام الصادق: «أَْدْنى ما يخرُجُ به الرجلُ عن الإيمان أن يجلس إلى غالٍ فيستمع إلى حديثه ويصدِّقُهُ على قوله، إن أبي حدَّثني عن أبيه عن جدِّه عليه السلام أن رسول الله (ص) قال: صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام، الغُلاةُ والقدرِيَّةُ.».
وقال (ع):”إن الناس قد أولعوا بالكذب علينا وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير وجهه…”.
وقال الصادق (ع) أيضا: ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا ، والله ما لنا على الله من حجة ولا معنا من الله براءة ، وإنا لميتون وموقوفون ، ومسؤولون ، من أحب الغلاة فقد أبغضنا ، ومن أبغضهم فقد أحبنا
قال عليّ (ع): أَلَا وَإِنَّهُ يَهْلِكُ فِيَّ مُحِبٌّ مفرطٌ يُقَرِّظُنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، وَمُبْغِضٌ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي، أَلَا إِنِّي لَسْتُ نَبيَّاً وَلَا يُوحَى إِلَيَّ وَلَكِنِّي أَعْمَلُ بِكِتَابِ اللهِ مَا اسْتَطَعْتُ فَمَا أَمَرْتُكُمْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ فَحَقٌّ عَلَيْكُمْ طَاعَتِي فِيمَا أَحْبَبْتُمْ وفِيمَا كَرِهْتُمْ، وما أمرتكم به أو غيري من معصية الله فلا طاعة في المعصية، الطاعة في المعروف
كذلك قال الإمام علي: هَلَكَ فِيَّ رَجُلانِ مُحِبٌّ غَالٍ ومُبْغِضٌ قَالٍ
وقال (ع): اللهم إني بريءٌ من الغُلاةِ كبراءةِ عيسى ابنِ مريم من النصارى، اللهمَّ اخْذُلهم أبداً، ولا تنصر منهم أحداً
وكان الرضا (ع) يقول في دعائه: اللهم إني بريء من الحول والقوة ولا حول ولا قوة إلا بك. اللهم إني أعوذ بك وأبرأ إليك من الذين ادَّعوا لنا ما ليس لنا بحقّ. اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا. اللهم لك الخلق ومنك الرزق وإِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين. اللهم لا تليق الربوبية إلا بك ولا تصلح الإلهية إلا لك فالعن النصارى الذين صغَّروا عظمتك والعن المضاهئين لقولهم من بريتك. اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك لا نملك لأنفسنا نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولاحياةً ولا نشوراً. اللهم مَنْ زَعَمَ أنَّا أربابٌ فنحنُ منه بَراءٌ ومَنْ زَعَمَ أن إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن براءٌ منه كبراءة عيسى ابن مريم عليه السلام من النصارى. اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يدَّعُون ولا تَدَعْ على الأرضِ منهم دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً
ثم قال الامام الرضا: «الغلاةُ كفَّارٌ والمفوِّضةُ مشركون، مَنْ جالسهم أو خالطهم أو آكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوَّجهم أو تزوَّج منهم أو آمنهم أو ائتمنهم على أمانة أو صدَّق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عز وجل وولاية رسول الله (ص) وولايتنا أهل البيت.»
ثم قال الرضا (ع): إن مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على أقسام ثلاثة أحدها الغلو وثانيها التقصير في أمرنا وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا وقد قال الله عز وجل ولا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ يا ابن أبي محمود إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا فإنه من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه إن أدنى ما يخرج الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة ثم يدين بذلك ويبرأ ممن خالفه يا ابن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة.