لمحة شاملة عن زكاة الفطرة

كثير ما نسأل حول زكاة الفطرة سماحة #الشيخ_ياسر_عودة في لمحة شاملة عن زكاة الفطرة

———

مقدارها ووقتها

مقدار الفطرة عن كلِّ شخص ثلاثة كيلوات من القوت والغذاء، كالقمح والطحين والأرزّ والتمر، عن كلِّ نفس، تدفع للفقير المحتاج ولغيره من مصارفها العديدة من وجوه الخير، ويخرجها الشخص عن نفسه وعن من يعول.

وقت زكاة الفطرة ما بين صباح يوم العيد وزواله، والأحوط وجوباً دفعها قبل صلاة العيد لمن يريد أن يصلِّي العيد، غير أنه يمكن دفعها خلال أيام شهر رمضان المبارك، والأحوط استحباباً حينئذٍ دفعها إلى الفقير على نحو الدَّين، ثم احتسابها عليه صبيحة يوم العيد.

من يدفعها؟

ويمكن أن يشترك المعيلون للأسرة في تحمّل مسؤولية دفع الفطرة ، ويجزي دفع الوالد عن ولده زكاة الفطرة إن كان ما يزال في عوالته فلا تجب فطرة الأولاد المتزوجين الموظفين على الأب ، لأنهم ليسوا عياله فعلاً، وعليهم هم أن يدفعوها عن أنفسهم وعيالهم.

لا تجب زكاة الفطرة إلا على من يملك مؤنة سنته، ولكن يستحب للفقير إخراجها عن نفسه وعن عائلته عند توفّرها معه، حتى إنه يستحب لمن لا يملك إلا مقدار زكاة فطرة شخص واحد مداورتها على أفراد عائلتة، وذلك بأن يعطي الأب زكاته إلى أحد أفراد أسرته، ثم يعطيها ذاك إلى الفرد الآخر، وهكذا حتى آخر فرد منهم، وهذا الأخير يعطيها إلى أحد المستحقين من خارج العائلة.

يجب على الولد دفع الفطرة عن أهله إن كان هو المعيل الوحيد لهم.

عن من ندفعها؟

لايجب على من استضاف بعض الضيوف على الإفطار ليلة العيد أن يدفع عنهم زكاة الفطرة ، لا يجب عليه ذلك ما لم يبيتوا عنده، بحيث يطلع عليهم فجر العيد وهم ضيوف عنده.

لا يجب دفع الفطرة عن الجنين، وإن كان يستحب ذلك ، ويجب على ولي الأولاد في سن التكليف دفع الفطرة عنهم.

كما يجب دفع الفطرة عن الخادمة غير المسلمة المقيمة في البيت

ولا يجب أن دفع زكاة الفطرة عن الخطيبة التي لا تزال تسكن في منزل أبيها، يجب على والدها المعيل لها إخراج الزكاة عنها.

كيف تصرف؟

لا يجوز للمكلف دفع فطرته لمن هو واجب النفقة عليه، كالأبوين والأولاد. نعم، في حال كان دافع الفطرة هو المعيل، وكان لا يملك إلا فطرة نفسه، جاز له مداورتها بين أفراد أسرته، والأحوط وجوباً أن يتصدق الأخير بها على الفقير من خارج الأسرة.

وتصرف على الفقراء من المؤمنين، وفي مختلف أعمال الخير، كبناء المؤسسات الخيرية والمشافي، وإقامة الجسور، وشؤون الدفاع والدعوة، وما أشبه ذلك من مصاريفها العديدة.

مسائل متفرقة

ويجوز دفع المال بدل الطعام على أن تقدر قيمة الطعام بحسب البلد الذي يدفع فيه المكلف الفطرة.

ويجوز عزل الفطرة وتأخير دفعها مع وجود سببٍ وجيه لذلك، كالوصول إلى الفقير أو ما شاكل ذلك.

ومن نسي إخراج الفطرة يوم العيد يجب عليه إخراجها عند التذكر

ومن مرَّ عليه سنون متعدّدة ولم يدفع زكاة الفطرة ، فالأحوط وجوباً أن يدفعها عن السنين السابقة بقصد القربة المطلقة، وليس بنية وجوبها عليه.

مع وجود مصرف للزكاة في البلدة أو المدينة التي يسكن فيها المكلف ، يجب دفعها فيها، ولا يجوز على الأحوط وجوباً نقلها إلى بلد آخر في الدولة نفسها أو في دولة أخرى، إلا مع عدم وجود مصرف لها في بلد المكلف، فيصح حينئذٍ إرسالها إلى بلد المكلف مثلا ، ولا مانع من إعطاء غير الشيعة إذا كان يصدق عليهم أنهم من المستضعفين.

لا تعطى زكاة الفطرة إلا لمستحقّها، ومنهم الفقير الذي لا يملك مؤنة سنته. والأرملة والعاجز إذا كانا ممن ينطبق عليهما عنوان الفقير، جاز إعطاؤهما من زكاة الفطرة، وإلا فلا.

توزَّع الفطرة على الفقراء وغيرهم من المستحقين، ويجوز إعطاء الفقير فطرة أكثر من شخص، أو إعطاء فطرة الشخص الواحد لأكثر من فقير.

يجوز للأب إعطاء زكاة الفطرة لزوجة ابنه المترملة، ولا يجوز إعطاء ابن ابنه، لأنه واجب النفقة عليه.

*كتاب المسائل الفقهية ، العبادات ، ص 439-443.