هل هي بسبب فتوى الفلك؟
أم بسبب تحريم لعن الصحابة؟
أم بسبب اعلان مرجعيته العربية؟
حتماً لا!
فكل هذه امور اقدم عليها مراجع آخرون سابقون وحاليون ولم تحظ فتاواهم بأي ردة فعل على الإطلاق.
إنما مشكلتهم مع السيد هي في ميزتين لم يجرؤ عليها كثير من مراجع الدين.
بالنسبة للميزة الأولى فهي في كون مرجعية السيد فضل الله تتخذ القرآن والعقل منطلقاً في كل الأمور وفوق أي مصدر او رواية او حديث. مما يحول كل مؤمن الى إنسان حر منفلت من اي وصاية او مرجع او زعيم او متسلط. إنسان يأخذ الحكم يدرسه يفهمه يناقشه يحلله يتبناه بقناعة وبما يلائم دينه ودنياه. ومن مضار هذه الميزة على المتوارث انها تحرر الناس وتخرجهم من اي وصاية وهذا مما لايروق لأي سلطة دينية قائمة.
أما الميزة الثانية عند السيد فضل الله فهي في كون مرجعيته منبرية. فكل ما يدور في فكر السيد يقوله على المنبر ومع الناس سواء في خطبة الجمعة او في درس التفسير او في مقدمة دعاء كميل او عبر مقابلة إعلامية. وكل ما يقوله السيد مسجل ويبث عبر الإذاعة والتلفزيون وأشرطة ألكاسيت والسي دي واليوتيوب وكل تقنية جديدة. كلام السيد يصل الى الجميع وبكل الأساليب وبمختلف مستويات المنطق والحديث. هي هذه الجرأة والقدرة على الوصول التي تجعل المدارس الأخرى تتخذه منافساً حتى العداوة.
لهذا ولمثله لن تتوقف الحرب على السيد ومقلديه. بين تكريم للكاذبين عليه ونعت بالضلالة وتجييش ضد المقلدين وتضييق على متابعيه في صلاة عيدهم وعناد وتكتل ضد ما بَيَّنَه من حق وحقيقة.
وبالرغم من كل هذه الحملة لن يخفت بريق رسالة السيد فضل الله بل سيزداد وهجا وبريقا. نعم لأن السيد جعل من كل مقلِّد قائداً ومرشداً في بيئته. ولأن الوعي وحده هو الذي سينتصر في وجه حملات التضليل وان عظمت وكثر مروجوها.
إدارة موقع مكتب سماحة العلامة الشيخ ياسر عودة – YasserAwde.com